amina
عدد الرسائل : 518 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: الاستخارة في الأمور كلها الثلاثاء أغسطس 19, 2008 8:36 pm | |
| صلاة الاستخارة وَجهٌ من أوجه تحقيق العبودية لله تعالى ، تُعَلِّقُ قلب المسلم بالله عز وجل ، وتخلصه من تَعَلقِه بالمخلوق . وتحقيق ذلك في جميع تقلبات القلب والنفس هو غاية العبودية ، وكمال التوكل ، وذلك حين يستشعر العبد حاجته وفقره إليه سبحانه ، فيجد لذته وطمأنينته في الركون إلى الخالق القادر المدبر ، فلا يكاد يطرأ عليه حادث صغير أو كبير إلا ويلجأ إلى صلاة الاستخارة ليطلب الخيرة من الله عز وجل . عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنهما قَالَ : ( كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاِسْتِخَارَةَ فِى الأُمُورِ كُلِّهَا كَالسُّورَةِ مِنَ الْقُرْآنِ ) رواه البخاري (6382) يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (11/184) : " يتناول العمومُ العظيمَ من الأمور ، والحقيرَ ، فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم " انتهى . ويقول العيني في "عمدة القاري" (7/223) : " قوله : ( في الأمور كلها ) : دليل على العموم ، وأن المرء لا يحتقر أمراً لصغره وعدم الاهتمام به فيترك الاستخارة فيه ، فرب أمر يستخف بأمره فيكون في الإقدام عليه ضرر عظيم أو في تركه ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليسأل أحدكم ربه حتى في شسع نعله ) " انتهى . وبهذا يتبين أنَّ مِن الخطأ قصر الاستخارة على أحوال نادرة أو قليلة ، بل الشأن في المسلم اللجوء إلى الله عز وجل واستخارته في جميع الأمور التي يتردد فيها ، حتى إن زينب بنت جحش رضي الله عنها صلت الاستخارة حين عرض عليها الزواج بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وعلق على ذلك النووي بقوله في "شرح مسلم" (9/224) : " فيه استحباب صلاة الاستخارة لمن هَمَّ بأمر ، سواء كان ذلك الأمر ظاهر الخير أم لا ، وهو موافق لحديث جابر في صحيح البخارى قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها ) ، ولعلها استخارت لخوفها من تقصير في حقه صلى الله عليه وسلم " انتهى . جاء في "لقاءات الباب المفتوح" للشيخ ابن عثيمين ()
| |
|